جيهان ستار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جيهان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ** قصص الانبياء عليهم السلا م **

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 1:58 pm

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Mog



فصل فى بدء الخلق

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Rainbow

قال الله تعالى فى كتابه العزيز: {الله خالق كل شىء وهو على كل شىء وكيل} فكل ما سواه تعالى فهو مخلوق له، مربوب مدبر، مكون بعد أن لم يكن، محدث بعد عدمه، فالعرش الذى هو سقف المخلوقات إلى ما تحت الثرى، وما بين ذلك من جامد وناطق، الجميع خلقه، وملكه وعبيده، وتحت قهره وقدرته، وتحت تصريفه ومشيئته {خلق السماوات وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير}.

وقد أجمع العلماء قاطبة، لا يشك فى ذلك مسلم، أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما، فى ستة أيام، كما دل عليه القرآن الكريم، فاختلفو فى هذه الأيام: أهى كأيامنا هذه؟ أو كل يوم كألف سنة مما تعدون؟ على قولين، كما بينا ذلك فى التفسير، وسنتعرض لإيراده فى موضعه.

واختلفوا: هل كان قبل خلق السماوات والأرض شىء مخلوق قبلهما؟ فذهب طوائف من المتكلمين إلى أنه لم يكن قبلهما شىء، وأنهما خلقتا من العدم المحض. وقال آخرون: بل كان قبل السماوات والأرض مخلوقات أخر لقوله: {وهو الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء} . وفى حديث عمران ابن حصين كما سيأتى: (كان الله ولم يكن قبله شىء، وكان عرشه على الماء، وكتب فى الذكر كل شىء، ثم خلق السماوات والأرض).
وقال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبى رزين لقيط بن عامر العقيلى، أنه قال: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: (كان فى عماء ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء). ورواه عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، به، ولفظه: (أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟) وباقيه سواء.

وأخرجه الترمذى عن أحمد بن منيع، وابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، ومحمد بن الصباح، ثلاثتهم عن يزيد بن هارون. وقال الترمذى: حسن.

واختلف هؤلاء فى أيها خلق أولاً، فقال قائلون: خلق القلم قبل هذه الأشياء كلها، وهذا هو اختيار ابن جرير، وابن الجوزى، وغيرهما. قال ابن جرير: وبعد القلم السحاب الرقيق. واحتجوا بالحديث الذى رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذى، عن عبادة بن الصامت، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أول ما خلق الله القلم، ثم قال له: اكتب، فجرى فى تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة). لفظ أحمد. وقال الترمذى: حسن صحيح غريب.

والذى عليه الجمهور فيما نقله الحافظ أبو العلاء الهمدانى وغيره: أن العرش مخلوق قبل ذلك. وهذا هو الذى رواه ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس، كما دل على ذلك الحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه، حيث قال: حدثنى أبو الطاهر أحمد ابن عمرو بن السرج، حدثنا ابن وهب، أخبرنى أبو هانئ الخولانى، عن أبى عبد الرحمن الجيلى، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء). قالوا: فهذا التقدير هو: كتابته بالقلم المقادير.

وقد دل هذا الحديث أن ذلك بعد خلق العرش، فثبت تقديم العرش على القلم الذى كتب به المقادير، كما ذهب إلى ذلك الجماهير. ويحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات من هذا العالم.

ويؤيد هذا ما رواه البخارى، عن عمران بن حصين، قال: قال: أهل اليمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم : جئناك لنتفقه فى الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر، فقال: (كان الله ولم يكن شىء قبله) - وفى رواية: (معه)، وفى رواية: (غيره) - (وكان عرشه على الماء، وكتب فى الذكر كل شىء وخلق السماوات والأرض) وفى لفظ: (ثم خلق السماوات والأرض). فسألوه عن ابتداء خلق السماوات والأرض، ولهذا قالوا: جئناك نسألك عن أول هذا الأمر، فأجابهم عما سألوا فقط. ولهذا لم يخبرهم بخلق العرش، كما أخبر به فى حديث أبى رزين المتقدم.

قال ابن جرير: وقال آخرون: بل خلق الله عز وجل الماء قبل العرش رواه السدى، عن أبى مالك، وعن أبى صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا: إن الله كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا غير ما خلق قبل الماء.

وحكى ابن جرير: عن محمد بن إسحاق أنه قال: أول ما خلق الله عز وجل النور والظلمة، ثم ميز بينهما، فجعل الظلمة ليلاً أسود مظلمًا، وجعل النور نهارًا مضيئا مبصرًا. قال ابن جرير: وقد قيل أن الذى خلق ربنا بعد القلم: الكرسى، ثم خلق بعد الكرسى العرش، ثم خلق بعد ذلك الهواء والظلمة، ثم خلق الماء، فوضع عرشه على الماء، والله سبحانه وتعالى أعلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:02 pm

فصل: فيما ورد فى صفة خلق العرش والكرسى

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Rainbow

قال الله تعالى: {رفيع الدرجات ذو العرش}، وقال تعالى: {فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}، وقال: {الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم}، وقال: {وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد}، وقال تعالى: {الرحمن على العرش استوى}، وقال: {ثم استوى على العرش} فى غير ما آية من القرآن، وقال تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما}، وقال تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية}، وقال تعالى: {وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين}، وفى الدعاء المروى فى الصحيح فى دعاء الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم).

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد، حدثنى سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن عباس بن عبد المطلب، قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، فمرت سحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أتدرون ما هذا؟) قال: قلنا: السحاب، قال: (والمزن)، قال: قلنا: والمزن، قال: (والعنان)، قال: فسكتنا، فقال: (هل تدرون كم بين السماء والأرض)؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكشف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم على ظهورهم العرش، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعمال بنى آدم شىء).

هذا لفظ الإمام أحمد، ورواه أبو داود وابن ماجه والترمذى من حديث سماك بإسناده نحوه. وقال الترمذى: هذا حديث حسن. وروى شريك بعض هذا الحديث عن سماك، ووقفه، ولفظ أبى داود: (وهل تدرون بُعد ما بين السماء والأرض)؟ قالوا: لا ندرى، قال: (بُعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتين أو ثلاثة وسبعون سنة)، والباقى نحوه.

وقال أبو داود: حدثنا عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وأحمد بن سعيد الرباطى، قالوا: حدثنا وهب بن جرير. قال أحمد: كتبناه من نسخته، وهذا لفظه. قال: حدثنا أبى، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عقبة، عن جبير ابن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابى فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وجاعت العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ويحك، أتدرى ما تقول؟) وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما زال يسبح حتى عرف ذلك فى وجوه أصحابه، ثم قال: (ويحك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك، أتدرى ما الله؟ إن عرشه على سمواته لهكذا، وقال بأصابعه مثل القبة عليه، وإنه ليئط به أطيط الرَّحل بالراكب). قال ابن بشار: فى حديثه: (إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته)، وساق الحديث.

وقال عبد الأعلى، وابن المثنى، وابن بشار، عن يعقوب بن عقبة، وجبير بن محمد بن جبير، عن أبيه، عن جده، قال أبو داود: والحديث بإسناد أحمد بن سعيد، وهو الصحيح. وافقه عليه جماعة، منهم يحيى بن معين، وعلى بن المدينى. ورواه جماعة منهم عن ابن إسحاق، كما قال أحمد أيضًا، وكان سماع عبد الأعلى، وابن المثنى، وابن بشار، فى نسخة واحدة فيما بلغنى، تفرد بإخراجها أبو داود.

وقد صنف الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقى جزءًا فى الرد على هذا الحديث، سماه بـ(ببيان الوهم والتخليط، الواقع فى حديث الأطيط)، واستفرغ وسعه فى الطعن على محمد بن إسحاق بن بشار راويه، وذكر كلام الناس فيه، ولكن قد روى هذا اللفظ من طريق أخرى، عن غير محمد بن إسحاق، فرواه عبد بن حميد، وابن جرير، فى تفسيريهما، وابن أبى عاصم، والطبرانى، فى كتابى السنة لهما، والبزار فى مسنده، والحافظ الضياء المقدسى فى مختاراته، من طريق أبى إسحاق السبيعى، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، قال: أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلنى الجنة، قال: (فعظم الرب تبارك وتعالى)، وقال: (إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له أطيطًا كأطيط الزحل الجديد من ثقله). عبد الله بن خليفة هذا ليس بذاك المشهور، وفى سماعه من عمر نظر. ثم منهم من يرويه موقوفًا ومرسلاً، ومنهم من يزيد فيه زيادة غريبة، والله أعلم.

وثبت فى صحيح البخارى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن). يروى (وفَوْقَه) بالفتح على الظرفية، وبالضم. قال شيخنا الحافظ المزى: وهو أحسن، أى: وأعلاها عرش الرحمن. وقد جاء فى بعض الآثار: (أن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش وهو تسبيحه وتعظيمه) وما ذاك إلا لقربهم منه.

وفى الصحيح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ). وذكر الحافظ بن الحافظ محمد بن عثمان بن أبى شيبة فى كتاب صفة العرش عن بعض السلف: أن العرش مخلوق من ياقوتة حمراء، بُعد ما بين قُطريه مسيرة خمسين ألف سنة، وذكرنا عند قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} أنه بُعد ما بين العرش إلى الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنةـ واتساعه خمسون ألف سنة. وقد ذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه، محيط بالعالم من كل جهة، ولذا سموه الفلك التاسع، والفلك الأطلس، والأثير، وهذا ليس بجيد؛ لأنه قد ثبت فى الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة، والفلك لا يكون له قوائم ولا يحمل. وأيضًا: فإنه فوق الجنة، والجنة فوق السماوات، وفيها مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فالبعد الذى بينه وبين الكرسى ليس هو نسبة فلك إلى فلك. وأيضا: فإن العرش فى اللغة عبارة عن السرير الذى للملك، كما قال تعالى: {ولها عرش عظيم} وليس هو فلكًا ولا تفهم منه العرب ذلك. والقرآن إنما نزل بلغة العرب، فهو سرير ذو قوائم، تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:04 pm


قال الله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} وقد تقدم فى حديث الأوعال أنهم ثمانية، وفوق ظهورهن العرش، وقال تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية}. وقال شهر بن حوشب: حملة العرش ثمانية، أربعة منهم يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك، لك الحمد على حلمك بعد علمك، وأربعة يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك.

فأما الحديث الذى رواه الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن محمد، هو أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عقبة، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أمية، يعنى ابن أبى الصلت؟، فى بيتين من شعره فقال:

رجل وثور تحــــت رجــل يمينــه
والنســر للأخــرى وليث مرصـد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صدق). فقال:
والشمس تطلع كل آخر ليلة
حمراء مطلع لونها متورد
تأبى فلا تبدو لنـــا فــى رسلهـــا
إلا مـعــذبــــــة وإلا تـجــلـــــد


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صدق)، فإنه حديث صحيح الإسناد، رجاله ثقات. وهو يقتضى أن حملة العرش اليوم أربعة، فيعارضه حديث الأوعال. اللهم إلا أن يقال: إن إثبات هؤلاء الأربعة على هذه الصفات لا ينفى ما عداهم، والله أعلم.

ومن شعر أمية بن أبى الصلت فى العرش قوله:
مجدوا الله فهو للمجد أهل
ربنا فى السماء أمسى كبيرا
بالبناء العالى الذى بهر النا
س وسوى فوق السماء سريرا
شرجعـــا لا ينالــه بصـــر العيـــ
ـن تــرى حولـــه الملائك صــورا


صور: جمع أصور. وهو: المائل العنق لنظره إلى العلو، والشرجع: هو العالى المنيف، والسرير: هو العرش فى اللغة.

ومن شعر عبد الله بن رواحة، رضى الله عنه، الذى عرض به عن القراءة، لامرأته حين اتهمته بجاريته:

شهدت بأن وعد الله حق
وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف
وفوق العرش رب العالمينا
وتحملــــــه ملائكــــةٌ كــــــرامٌ
ملائكــــة الإلــــــه مســومينـــا


ذكره ابن عبد البر وغير واحد من الأئمة.

وقال أبو داود: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (أُذن لى أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل، من حملة العرش، أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام). ورواه ابن أبى عاصم، ولفظه: (محقق الطير مسيرة سبعمائة عام

وأما الكرسى

فروى ابن جرير من طريق جويبر، وهو ضعيف، عن الحسن البصرى: أنه كان يقول: الكرسى هو العرش. وهذا لا يصح عن الحسن، بل الصحيح عنه وعن غيره من الصحابة والتابعين: أنه غيره. وعن ابن عباس وسعيد بن جبير، أنهما قالا فى قوله تعالى: {وسع كرسيه السماوات والأرض} أى: علمه. والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم فى مستدركه. وقال: إنه على شرط الشيخين، ولم يخرجاه من طريق سفيان الثورى، عن عمار الدهنى، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قال: الكرسى موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل. وقد رواه شجاع بن مخلد الفلاس فى تفسيره، عن أبى عاصم النبيل، عن الثورى، فجعله مرفوعًا. والصواب أنه موقوف على ابن عباس.

وحكاه ابن جرير عن أبى موسى الأشعرى، والضحاك بن مزاحم، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدى الكبير، ومسلم البطين. وقال السدى عن أبى مالك: الكرسى تحت العرش. وقال السدى: السماوات والأرض فى جوف الكرسى، والكرسى بين يدى العرش. وروى ابن جرير وابن أبى حاتم، من طريق الضحاك عن ابن عباس، أنه قال: لو أن السماوات السبع، والأرضين السبع، بسطن، ثم وصلن بعضهن إلى بعض، ما كن فى سعة الكرسى، إلا بمنزلة الحلقة فى المفازة.

وقال ابن جرير: حدثنى يونس، حدثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثنى أبى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما السماوات السبع فى الكرسى، إلا كدراهم سبعة، ألقيت فى ترس). قال: وقال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما الكرسى فى العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظهرى فلاة من الأرض). أول الحديث مرسل. وعن أبى ذر منقطع. وقد روى عنه من طريق أخرى موصولاً، فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه فى تفسيره: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبرانى، أنبأنا عبد الله ابن وهيب المغربى، أنبأنا محمد ابن أبى سرى العسقلانى، أنبأنا محمد بن عبد الله التميمى، عن القاسم بن محمد الثقفى، عن أبى إدريس الخولانى، عن أبى ذر الغفارى، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والذى نفسى بيده، ما السماوات السبع والأرضون السبع، عند الكرسى، إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسى، كفضل الفلاة على تلك الحلقة).
وقال ابن جرير فى تاريخه: حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبى، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: سئل ابن عباس عن قوله: {وكان عرشه على الماء} على أى شىء كان الماء؟ قال على متن الريح. قال: والسماوات والأرضون، وكل ما فيهن من شىء تحيط بها البحار، ويحيط بذلك كله الهيكل، ويحيط بالهيكل فيما قيل الكرسى، وروى عن وهب ابن منبه نحوه.

وفسر وهب الهيكل، فقال: شىء من أطراف السماوات، يحدق بالأرضين والبحار، كأطناب الفسطاط. وقد زعم بعض من ينتسب إلى علم الهيئة: أن الكرسى عبارة عن الفلك الثامن، الذى يسمونه فلك الكواكب الثوابت. وفيما زعموه نظر؛ لأنه قد ثبت أنه أعظم من السماوات السبع بشىء كثير، ورد الحديث المتقدم بإن نسبتها إليه كنسبة حلقة ملقاة بأرض فلاة، وهذا ليس نسبة فلك إلى فلك. فإن قال قائلهم: فنحن نعترف بذلك، ونسميه مع ذلك فلكًا، فنقول: الكرسى ليس فى اللغة عبارة عن الفلك، وإنما هو كما قال غير واحد من السلف: بين يدى العرش كالمرقاة إليه. ومثل هذا لا يكون فلكًا، وزعم أن الكواكب الثوابت مرصعة فيه، لا دليل لهم عليه. هذا مع اختلافهم فى ذلك أيضًا، كما هو مقرر فى كتبهم، والله أعلم

ذكر اللوح المحفوظ

قال الحافظ أبو القاسم الطبرانى: حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا منجاب ابن الحارث، حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا زياد بن عبد الله، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء، صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، لله فيه فى كل يوم ستون وثلثمائة لحظة، يخلق ويرزق، ويميت ويحيى، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء).

وقال إسحاق بن بشر: أخبرنى مقاتل وابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: (إن فى صدر اللوح لا إله إلا الله وحده، دينه الإسلام، ومحمد عبده ورسوله، فمن آمن بالله، وصدق بوعده، واتبع رسله أدخله الجنة. قال: واللوح المحفوظ لوح من درة بيضاء، طوله ما بين السماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب، وحافتاه الدر والياقوت، ودفتاه ياقوتة حمراء، وقلمه نور، وكلامه معقود بالعرش، وأصله فى حجر ملك)، وقال أنس بن مالك وغيره من السلف: اللوح المحفوظ فى جبهة إسرافيل. وقال مقاتل: هو عن يمين العرش

<table height=8 cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><tr><td class=post-signature colSpan=3>
</TD></TR></TABLE>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:05 pm

ما ورد فى خلق السماوات والأرض وما بينهما

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Rainbow

قال الله تعالى: {الحمد لله الذى خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}، وقال تعالى: {خلق السماوات والأرض وما بينهما فى ستة أيام} فى غير ما آية من القرآن، وقد اختلف المفسرون فى مقدار هذه الستة الأيام، على قولين: فالجمهور: على أنها كأيامنا هذه. وعن ابن عباس، ومجاهد والضحاك، وكعب الأحبار: إن كل يوم منها كألف سنة مما تعدون. رواهن ابن جرير، وابن أبى حاتم. واختار هذا القول الإمام أحمد بن حنبل، فى كتابه الذى رد فيه على الجهمية. وابن جرير، وطائفة من المتأخرين، والله أعلم، وسيأتى ما يدل على هذا القول.

وروى ابن جرير، عن الضحاك بن مزاحم، وغيره أن أسماء الأيام الستة: أبجد، هوز، حطى، كلمن، سعفص، قرشت. وحكى ابن جرير فى أول الأيام ثلاثة أقوال: فروى عن محمد بن إسحاق أنه قال: يقول أهل التوراة: ابتدأ الله الخلق يوم الأحد، ويقول أهل الإنجيل: ابتدأ الله الخلق يوم الإثنين، ونقول نحن المسلمون فيما انتهى إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابتدأ الله الخلق يوم السبت. وهذا القول الذى حكاه ابن إسحاق عن المسلمين، مال إليه طائفة من الفقهاء، من الشافعية وغيرهم، وسيأتى فيه حديث أبى هريرة: (خلق الله التربة يوم السبت).

والقول بأنه الأحد: رواه ابن جرير عن السدى، عن أبى مالك، وأبى صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن جماعة من الصحابة. ورواه أيضًا عن عبد الله ابن سلام، واختاره ابن جرير. وهو نص التوراة، ومال إليه طائفة آخرون من الفقهاء، وهو أشبه بلفظ الأحد، ولهذا كمل الخلق فى ستة أيام، فكان آخرهن الجمعة، فاتخذه المسلمون عيدهم فى الأسبوع، وهو اليوم الذى أضل الله عنه أهل الكتاب قبلنا، كما سيأتى بيانه إن شاء الله.

وقال تعالى: {هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعًا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شىء عليم}، وقال تعالى: {قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم} فهذا يدل على أن الأرض خلقت قبل السماء لأنها كالأساس للبناء، كما قال تعالى: {الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين}، قال تعالى: {ألم نجعل الأرض مهادًا والجبال أوتادا}، إلى أن قال: {وبنينا فوقكم سبعا شدادًا وجعلنا سراجا وهاجا}، وقال: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون} أى فصلنا ما بين السماء والأرض، حتى هبت الرياح، ونزلت الأمطار، وجرت العيون والأنهار، وانتعش الحيوان، ثم قال: {وجعلنا السماء سقفا محفوظًا وهم عن آياتها معرضون} أى عما خلق فيها من الكواكب الثوابت، والسيارات، والنجوم الزاهرات، والأجرام النيرات، وما فى ذلك من الدلالات على حكمة خالق الأرض والسموات.

كما قال تعالى: {وكأين من آية فى السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}، فأما قوله تعالى: {أنتم أشد خلقًا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم} فقد تمسك بعض الناس بهذه الآية على تقدم خلق السماء على خلق الأرض، فخالفوا صريح الآيتين المتقدمتين، ولم يفهموا هذه الآية الكريمة، فإن مقتضى هذه الآية: أن دحى الأرض، وإخراج الماء والمرعى منها بالفعل، بعد خلق السماء، وقد كان ذلك مقدرا فيها بالقوة.

كما قال تعالى: {وبارك فيها وقدر فيها أقواتها} أى هيأ أماكن الزرع، ومواضع العيون والأنهار، ثم لما أكمل خلق صورة العالم السفلى والعلوى، دحى الأرض، فأخرج منها ما كان مودعًا فيها فخرجت العيون، وجرت الأنهار، ونبت الزرع والثمار، ولهذا فسر الدحى:: بإخراج الماء والمرعى منها، وإرساء الجبال، فقال: {والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها}، وقوله: {والجبال أرساها} أى قررها فى أماكنها التى وضعها فيها، وثبتها، وأكدها، وأطدها، وقوله: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شىء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} بأيد: أى بقوة، {وإنا لموسعون} وذلك أن كل ما علا اتسع، فكل سماء أعلى من التى تحتها، فهى أوسع منها، ولهذا كان الكرسى أعلى من السماوات، وهو أوسع منهن كلهن، والعرش أعظم من ذلك كله بكثير، وقوله بعد هذا: {والأرض فرشناها} أى بسطناها، وجعلناها مدا: أى قارة ساكنة، غير مضطربة ولا مائدة بكم، ولهذا قال: {فنعم الماهدون} والواو: لا تقتضى الترتيب فى الوقوع، وإنما تقتضى الإخبار المطلق فى اللغة، والله أعلم.

وقال البخارى: حدثنا عمر بن جعفر بن غياث، حدثنا أبى، حدثنا الأعمش، حدثنا جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، أنه حدثه عن عمران بن حصين، قال: دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم ، وعقلت ناقتى بالباب، فأتاه ناس من بنى تميم، فقال: (أقبلوا البشرى يا بنى تميم)، قالوا: قد بشرتنا فأعطنا مرتين، ثم دخل عليه ناس من اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إن لم يقبلها بنو تميم)، قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: (كان الله ولم يكن شىء غيره وكان عرشه على الماء، وكتب فى الذكر كل شىء، وخلق السماوات والأرض)، فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت، فإذا هى تقطع دونها السراب فوالله لوددت أنى كنت تركتها. هكذا رواه هاهنا، وقد رواه فى كتاب المغازى، وكتاب التوحيد، وفى بعض ألفاظه: (ثم خلق السماوات والأرض)، وهو لفظ النسائى أيضًا.

وقال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا حجاج، حدثنى ابن جريج، أخبرنى إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، مولى أم سلمة، عن أبى هريرة، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى، فقال: (خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة، آخر خلق خلق فى آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل). وهكذا رواه مسلم، عن سريج بن يونس، وهارون بن عبد الله. والنسائى، عن هارون، ويوسف بن سعيد، ثلاثتهم عن حجاج بن محمد المصيصى الأعور، عن ابن جريج، به مثله سواء.

وقد رواه النسائى فى التفسير، عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى، عن محمد بن الصباح، عن أبى عبيدة الحداد، عن الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبى رباح، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدى، فقال: (يا أبا هريرة، إن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت)، وذكر تمامه بنحوه.

فقد اختلف فيه على ابن جريج، وقد تكلم فى هذا الحديث على بن المدينى، والبخارى، والبيهقى، وغيرهم من الحفاظ. قال البخارى فى التأريخ: وقال بعضهم عن كعب وهو أصح، يعنى أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة، وتلقاه من كعب الأحبار، فإنهما كانا يصطحبان ويتجالسان للحديث، فهذا يحدثه عن صحفه، وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبى صلى الله عليه وسلم ، فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب، عن صحفه، فوهم بعض الرواة، فجعله مرفوعًا إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، وأكد رفعه بقوله: (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى) ثم فى متنه غرابة شديدة. فمن ذلك: أنه ليس فيه ذكر خلق السماوات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها، فى سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن، لأن الأرض خلقت فى أربعة أيام، ثم خلقت السماوات فى يومين من دخان: وهو بخار الماء، الذى ارتفع حين اضطرب الماء العظيم، الذى خلق من ربذة الأرض، بالقدرة العظيمة البالغة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:06 pm

كما قال إسماعيل بن عبد الرحمن السدى الكبير، فى خبر ذكره عن أبى مالك، وعن أبى صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمدانى، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : {هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات} قال: إن الله كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا مما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانًا فارتفع فوق الماء، فَسَمَا عليه فَسمّاه سَمَاء، ثم أيبس الماء، فجعله أرضًا واحدة، ثم فتقها، فجعل سبع أرضين فى يومين: الأحد والاثنين، وخلق الأرض على حوت، وهو النون، الذى قال الله تعالى فيه: {ن والقلم وما يسطرون} والحوت فى الماء، والماء على صفات، والصفات على ظهر ملك، والملك على صخرة، والصخرة فى الريح، وهى الصخرة التى ذكرها لقمان، ليست فى السماء ولا فى الأرض، فتحرك الحوت، فاضطرب، فتزلزت الأرض، فأرسى عليها الجبال، فَقَرَّت، وخلق الله يوم الثلاثاء الجبال وما فيهن من المنافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر، والماء، والمدائن، والعمران، والخراب، وفتق السماء، وكانت رتقًا، فجعلها سبع سموات فى يومين: الخميس والجمعة، وإنما سمى يوم الجمعة؛ لأنه جمع فيه خلق السماوات والأرض، وأوحى فى كل سماء أمرها.

ثم قال: خلق فى كل سماء خلقها، من الملائكة، والبحار، وجبال البرد، وما لا يعلمه غيره. ثم زين السماء بالكواكب، فجعلها زينة وحفظًا يحفظ من الشياطين، فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش. هذا الإسناد يذكر به السدى أشياء كثيرة، فيها غرابة، وكان كثير منها متلقى من الإسرائيليات. فإن كعب الأحبار لما أسلم فى زمن عمر، كان يتحدث بين يدى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، بأشياء من علوم أهل الكتاب، فيستمع له عمر تأليفا له، وتعجبًا مما عنده، مما يوافق كثير منه الحق الذى ورد به الشرع المطهر، فاستجاز كثير من الناس نقل ما يورده كعب الأحبار لهذا، ولما جاء من الأذن فى التحديث عن بنى إسرائيل، لكن كثيرًا ما يقع مما يرويه غلط كبير، وخطأ كثير.
وقد روى البخارى فى صحيحه، عن معاوية أنه كان يقول فى كعب الأحبار: وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب، أى فيما ينقله، لا أنه يتعمد ذلك، والله أعلم.
ونحن نورد ما نورده من الذى يسوقه كثير من كبار الأئمة، المتقدمين عنهم، ثم نتبع ذلك من الأحاديث بما يشهد له بالصحة، أو يكذبه، ويبقى الباقى مما لا يصدق ولا يكذب، وبه المستعان وعليه التكلان.
قال البخارى: حدثنا قتيبة، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشى، عن أبى زناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لما قضى الله الخلق، كتب فى كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتى غلبت غضبى)، وكذا رواه مسلم، والنسائى،

ما جاء فى سبع أرضين

وقوله تعالى: {والله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شىء قدير وإن الله قد أحاط بكل شى علما} ثم قال: حدثنا على بن عبد الله، أخبرنا ابن علية، عن على بن المبارك، حدثنا يحيى بن أبى كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، وكانت بينه وبين ناس خصومة فى أرض، فدخل على عائشة فذكر لها ذلك، فقالت: يا أبا سلمة، اجتنب الأرض، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين). ورواه أيضًا فى كتاب المظالم، ومسلم من طرق، عن يحيى بن كثير به. ورواه أحمد من حديث محمد ابن إبراهيم، عن أبى سلمة به. ورواه أيضًا عن يونس، عن أبان، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن عائشة بمثله.

ثم قال البخارى: حدثنا بشر بن محمد قال: أخبرنا عبد الله، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه، قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم : (من أخذ شيئا من الأرض بغير حقه، خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين). ورواه فى المظالم أيضًا: عن مسلم بن إبراهيم، عن عبد الله، هو ابن المبارك، عن موسى بن عقبة به، وهو من أفراده، وذكر البخارى هاهنا: حديث محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبى بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنى عشر شهرا)، الحديث. ومراده، والله أعلم، تقرير قوله تعالى: {الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن} أى فى العدد. كما أن عدة الشهور الآن اثنى عشر، مطابقة لعدة الشهور عند الله فى كتابه الأول، فهذه مطابقة فى الزمن، كما أن تلك مطابقة فى المكان.

ثم قال البخارى: حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أنه خاصمته أروى فى حق، زعمت أنه انتقصه لها، إلى مروان، فقال سعيد، رضى الله عنه: أنا انتقص من حقها شيئا؟ أشهد، لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا، فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين) ورواه.

وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن وأبو سعيد، مولى بنى هاشم، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا عبد الله بن أبى جعفر، عن أبى عبد الرحمن، عن ابن مسعود، قال: قلت: يا رسول الله، أى الظلم أعظم؟ قال: (ذراع من الأرض، ينتقصه المرء المسلم من حق أخيه، فليس حصاة من الأرض يأخذها أحد إلا طوقها يوم القيامة إلى قعر الأرض، ولا يعلم قعرها إلا الذى خلقها). تفرد به أحمد، وهذا إسناد لا بأس به.

وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ شبرًا من الأرض بغير حقه، طوقه من سبع أرضين)، تفرد به من هذا الوجه، وهو على شرط مسلم.

وقال أحمد: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، حدثنى أبى، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اقتطع شبرًا من الأرض بغير حقه، طوقه إلى سبع أرضين). تفرد به أيضًا، وهو على شرط مسلم. وقال أحمد أيضًا: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ من الأرض شبرًا بغير حقه، طوقه من سبع أرضين) تفرد به أيضًا. وقد رواه الطبرانى من حديث معاوية بن قرة، عن ابن عباس مرفوعًا مثله.

فهذه الأحاديث كالمتواترة، فى إثبات سبع أرضين، والمراد بذلك: أن كل واحدة فوق الأخرى، والتى تحتها فى وسطها عند أهل الهيئة، حتى ينتهى الأمر إلى السابعة، وهى صماء لا جوف لها، وفى وسطها المركز، وهى نقطة مقدرة متوهمة، وهو محط الأثقال، إليه ينتهى ما يهبط من كل جانب، إذا لم يعاوقه مانع، واختلفوا هل هن متراكمات بلا تفاصل؟ أو بين كل واحدة والتى تليها خلاء؟ على قولين: وهذا الخلاف جار فى الأفلاك أيضًا، والظاهر: أن بين كل واحدة منهن وبين الأخرى مسافة لظاهر قوله تعالى: {الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن} .

وقال الإمام أحمد: حدثنا شريح، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن أبى هريرة، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت سحابة، فقال: (أتدرون ما هذه؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (العنان، وزوايا الأرض تسوقه إلى من لا يشكرونه من عباده، ولا يدعونه، أتدرون ما هذه فوقكم؟) قلنا: الله ورسوله أعلم؟ قال: (الرفيع، موج مكفوف وسقف محفوظ، أتدرون كم بينكم وبينها؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (مسيرة خمسمائة سنة)، ثم قال: (أتدرون ما الذى فوقها؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (مسيرة خمسمائة عام)، حتى عد سبع سموات، ثم قال: (أتدرون ما فوق ذلك؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (العرش، أتدرون كم بينه وبين السماء السابعة؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (مسيرة خمسمائة عام)، ثم قال: (أتدرون ما هذه تحتكم؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (أرض، أتدرون ما تحتها؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (أرض أخرى، أتدرون كم بينهما؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (مسيرة سبعمائة عام)، حتى عد سبع أرضين، ثم قال: (وأيم الله، لو دليتم أحدكم إلى الأرض السفلى السابعة لهبط)، ثم قرأ: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شىء عليم}.
ورواه الترمذى عن عبد بن حميد، وغير واحد عن يونس بن محمد المؤدب، عن شيبان ابن عبد الرحمن، عن قتادة، قال: حدث الحسن عن أبى هريرة، وذكره، إلا أنه ذكر أن بُعد ما بين كل أرضين خمسمائة عام، وذكر فى آخره كلمة ذكرناها عند تفسير هذه الآية من سورة الحديد. ثم قال الترمذى: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال: ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد، وعلى بن زيد أنهم قالوا: لم يسمع الحسن من أبى هريرة.

ورواه أبو محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم، فى تفسيره من حديث أبى جعفر الرازى، عن قتادة، عن الحسن، عن أبى هريرة، فذكر مثل لفظ الترمذى سواء بدون زيادة فى آخره. ورواه ابن جرير فى تفسيره، عن بشر، عن يزيد، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، مرسلاً. وقد يكون هذا أشبه، والله أعلم. ورواه الحافظ أبو بكر البزار والبيهقى من حديث أبى ذر الغفارى، عن النبى صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا يصح إسناده، والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:07 pm

وقد تقدم عند صفة العرش من حديث الأوعال ما يخالف هذا فى ارتفاع العرش عن السماء السابعة، وما يشهد له، وفيه: (وبُعد ما بين كل سماءين خمسمائة عام، وكثفها، أى سمكها، خمسمائة عام). وأما ما ذهب إليه بعض المتكلمين على حديث: (طوقه من سبع أرضين)، أنها سبعة أقاليم، فهو قول يخالف ظاهر الآية، والحديث الصحيح، وصريح كثير من ألفاظه، مما يعتمد من الحديث الذى أوردناه، من طريق الحسن عن أبى هريرة، ثم إنه حمل الحديث والآية على خلاف ظاهرهما، بلا مستند، ولا دليل، والله أعلم.

وهكذا ما يذكره كثير من أهل الكتاب، وتلقاه عنهم طائفة من علمائنا من أن هذه الأرض من تراب، والتى تحتها من حديد، والأخرى من حجارة من كبريت، والأخرى من كذا، فكل هذا إذا لم يخبر به ويصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله.

وهكذا الأثر المروى عن ابن عباس، أنه قال: فى كل أرض من الخلق مثل ما فى هذه، حتى آدم كآدمكم، وإبراهيم كإبراهيمكم. فهذا ذكره ابن جرير مختصرًا، واستقصاه البيهقى فى الأسماء والصفات، وهو محمول، إن صح نقله عنه، على أنه أخذه ابن عباس، رضى الله عنه، عن الإسرائيليات، والله أعلم.

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبى سليمان، عن أنس بن مالك، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (لما خلق الله الأرض، جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها، فاستقرت فتعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا رب، هل من خلقك شىء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، قالت: يا رب، فهل من خلقك شىء أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار، قالت: يا رب، فهل من خلقك شىء أشد من النار؟ قال: نعم، الريح، قالت: يا رب، فهل من خلقك شىء أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم، يتصدق بيمينه يخفيها من شماله). تفرد به أحمد.

وقد ذكر أصحاب الهيئة أعداد جبال الأرض، فى سائر بقاعها شرقا وغربا، وذكروا طولها وبعد امتدادها وارتفاعها وأوسعوا القول فى ذلك بما يطول شرحه هنا. وقد قال الله تعالى: {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود}. قال ابن عباس، وغير واحد: الجدد الطرائق، وقال عكرمة وغيره: الغرايب الجبال، الطوال السود، وهذا هو الشاهد من الجبال فى سائر الأرض، تختلف باختلاف بقاعها وألوانها.

وقد ذكر الله تعالى فى كتابه: الجودى على التعيين، وهو: جبل عظيم شرقى جزيرة ابن عمر، إلى جانب دجلة عند الموصل، امتداده من الجنوب إلى الشمال، مسيرة ثلاثة أيام، وارتفاعه مسيرة نصف يوم، وهو أخضر؛ لأن فيه شجرا من البلوط، وإلى جانبه قرية يقال لها: قرية الثمانين، لسكنى الذين نجوا فى السفينة مع نوح عليه السلام، فى موضعها، فما ذكره غير واحد من المفسرين، والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:10 pm

فصل فى البحار والأنهار

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Rainbow

قال الله تعالى: {وهو الذى سخر لكم البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارًا وسبلا لعلكم تهدون وعلامات وبالنجم هم يهتدون أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم}، وقال تعالى: {وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}، وقال تعالى: {وهو الذى مرج البحرين هذا أعذب فرات وهذا أملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا}، وقال تعالى: {مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان}، فالمراد بالبحرين: البحر الملح المر، وهو الأجاج، والبحر العذب، هو: هذه الأنهار السارحة بين أقطار الأمصار لمصالح العباد. قاله ابن جريج، وغير واحد من الأئمة.

وقال تعالى: {ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور أو يوبقهن بما كسبوا ويعفو عن كثير}، وقال تعالى: {ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختال كفور}، وقال تعالى: {إن فى خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}، فامتن تعالى على عباده بما خلق لهم من البحار، والأنهار، فالبحر المحيط بسائر أرجاء الأرض، وما ينبت منه فى جوانبها، الجميع مالح الطعم مر، وفى هذا حكمة عظيمة لصحة الهواء، إذ لو كان حلوًا لأنتن الجو، وفسد الهواء بسبب ما يموت فيه من الحيوانات، فكان يؤدى إلى تفانى بنى آدم، ولكن اقتضت الحكمة البالغة أن يكون على هذه الصفة لهذه المصلحة، ولهذا لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحر، قال: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته).

وأما الأنهار: فماؤها حلو عذب فرات، سائغ شرابها، لمن أراد ذلك، وجعلها جارية سارحة، ينبعها تعالى فى أرض، ويسوقها إلى أخرى، رزقًا للعباد، ومنها كبار، ومنها صغار، بحسب الحاجة والمصلحة. وقد تكلم أصحاب علم الهيئة والتفسير على تعداد البحار والأنهار الكبار، وأصول منابعها، وإلى أين ينتهى سيرها، بكلام فيه حكم ودلالات على قدرة الخالق تعالى، وأنه فاعل بالاختيار والحكمة، وقوله تعالى: {والبحر المسجور} فيه قولان: أحدهما: أن المراد به البحر الذى تحت العرش، المذكور فى حديث الأوعال، وأنه فوق السماوات السبع بين أسفله وأعلاه كما بين سماء إلى سماء، وهو الذى ينزل منه المطر قبل البعث، فتحيا منه الأجساد من قبورها، وهذا القول هو اختيار الربيع بن أنس. والثانى: أن البحر اسم جنس، يعم سائر البحار التى فى الأرض، وهو قول الجمهور.

واختلفوا فى معنى المسجور، فقيل: المملوء، وقيل: يصير يوم القيامة نارًا تؤجج فيحيط بأهل الموقف، كما ذكرناه فى التفسير عن على، وابن عباس، وسعيد بن جبير، وابن مجاهد، وغيرهم. وقيل: المراد به الممنوع، المكفوف، المحروس عن أن يطغى فيغمر الأرض ومن عليها فيغرقوا. رواه الوالبى عن ابن عباس، وهو قول السدى وغيره.

ويؤيده الحديث الذى رواه الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا العوام، حدثنى شيخ كان مرابطا بالساحل، قال: لقيت أبا صالح، مولى عمر بن الخطاب، فقال: حدثنا عمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات، يستأذن الله عز وجل أن يتفصح عليهم، فيكفه الله عز وجل). ورواه إسحاق بن راهويه، عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، حدثنى شيخ مرابط، قال: خرجت ليلة لمحرس، لم يخرج أحد من المحرس غيرى، فأتيت الميناء، فصعدت فجعل يخيل إلى أن البحر يشرف، يحاذى برءوس الجبال، فعل ذلك مرارًا وأنا مستيقظ فلقيت أبا صالح، فقال: حدثنا عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من ليلة إلا والبحر يشرف ثلاث مرات، يستأذن الله أن يتفصح عليهم، فيكفه الله عز وجل)، فى إسناده رجل مبهم، والله أعلم.

وهذا من نعمه تعالى على عباده، أن كف شر البحر عن أن يطغى عليهم، وسخره لهم، يحمل مراكبهم ليبلغوا عليها إلى الأقاليم النائية، بالتجارات وغيرها، وهداهم فيه بما خلقه فى السماء والأرض، من النجوم، والجبال، التى جعلها لهم علامات يهتدون بها فى سيرهم، وبما خلق لهم فيه من اللآلئ، والجواهر النفيسة العزيزة الحسنة الثمينة التى لا توجد إلا فيه، وبما خلق فيه من الدواب الغريبة، وأحلها لهم حتى ميتتها كما قال تعالى: {أحل لكم صيد البحر وطعامه} وقال النبى صلى الله عليه وسلم : (هو الطهور ماؤه الحل ميتته). وفى الحديث الآخر: (أحلت لنا ميتتان ودمان، السمك والجراد، والكبد والطحال). رواه أحمد وابن ماجه وفى إسناده نظر.

وقد قال الحافظ أبو بكر البزار فى مسنده: وجدت فى كتاب عن محمد بن معاوية البغدادى، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن سهيل بن أبى صالح، عن أبيه، عن أبى هريرة، رفعه، قال: (كلم الله هذا البحر الغربى، وكلم البحر الشرقى، فقال للغربى: إنى حامل فيك عبادًا من عبادى، فكيف أنت صانع بهم؟ قال: أغرقهم، قال: بأسك فى نواحيك، وحرمه الحلية والصيد، وكلم هذا البحر الشرقى، فقال: إنى حامل فيك عبادًا من عبادى، فما أنت صانع بهم؟ قال: أحملهم على يدى، وأكون لهم كالوالدة لولدها، فأثابه الحلية والصيد. ثم قال: لا تعلم أحدًا) ما رواه عن سهيل إلا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، وهو منكر الحديث.

قال: وقد رواه سهيل، عن عبد الرحمن بن أبى عياش، عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا، قلت: الموقوف على عبد الله بن عمرو بن العاص أشبه، فإنه قد كان وجد يوم اليرموك زاملتين مملوءتين كتبا من علوم أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بأشياء كثيرة من الإسرائيليات، منها المعروف والمشهور والمنكور والمردود، فأما المعروف: فتفرد به عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو القاسم المدنى، قاضيها، قال فيه الإمام أحمد: ليس بشىء، وقد سمعته منه، ثم مزقت حديثه، كان كذابا، وأحاديثه مناكير. وكذا ضعفه ابن معين وأبو زرعة، وأبو حاتم، والجوزجانى، والبخارى، وأبو داود، والنسائى. وقال ابن عدى: عامة أحاديثه مناكير، وأفظعها حديث البحر.

قال علماء التفسير المتكلمون على العروض والأطوال، والبحار والأنهار، والجبال والمساحات، وما فى الأرض من المدن والخراب والعمارات، والأقاليم السبعة الحقيقية فى اصطلاحهم، والأقاليم المتعددة العرفية، وما فى البلدان والأقاليم من الخواص والنباتات، وما يوجد فى كل قطر من صنوف المعادن والتجارات، قالوا: الأرض مغمورة بالماء العظيم، إلا مقدار الربع منها، وهو تسعون درجة، والعناية الإلهية اقتضت انحسار الماء عن هذا القدر منها، لتعيش الحيوانات عليها، وتنبت الزرع والثمار منها، كما قال تعالى: {والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان فبأى آلاء ربكما تكذبان}.
قالوا: المعمور من هذا البادى منها قريب الثلثين منه، أو أكثر قليلاً، وهو خمس وتسعون درجة، قالوا: فالبحر المحيط الغربى، ويقال له: أوقيانوس، وهو الذى يتاخم بلاد المغرب، وفيه الجزائر الخالدات، وبينها وبين ساحله عشر درج، مسافة شهر تقريبًا، وهو بحر لا يمكن سلوكه ولا ركوبه لكثرة موجه واختلاف ما فيه من الرياح والأمواج، وليس فيه صيد، ولا يستخرج منه شىء، ولا يسافر فيه لمتجر ولا لغيره، وهو آخذ فى ناحية الجنوب، حتى يسامت الجبال القمر، ويقال: جبال القمر التى منها أصل منبع نيل مصر، ويتجاوز خط الاستواء، ثم يمتد شرقًا ويصير جنوبى الأرض، وفيه هناك جزائر الزابج، وعلى سواحله خراب كثير، ثم يمتد شرقًا وشمالاً حتى يتصل ببحر الصين والهند، ثم يمتد شرقا حتى يسامت نهاية الأرض الشرقية المكشوفة، وهناك بلاد الصين، ثم ينعطف فى شرق الصين إلى جهة الشمال حتى يجاوز بلاد الصين، ويسامت سد يأجوج ومأجوج، ثم ينعطف ويستدير على أراضى غير معلومة الأحوال، ثم يمتد مغربا فى شمال الأرض، ويسامت بلاد الروس، ويتجاوزها، ويعطف مغربا وجنوبا، ويستدير على الأرض ويعود إلى جهة الغرب، وينبثق من الغربى إلى متن الأرض الزقاق الذى ينتهى أقصاه إلى أطراف الشام من الغرب، ثم يأخذ فى بلاد الروم حتى يتصل بالقسطنطينية وغيرها من بلادهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:12 pm

وينبعث من المحيط الشرقى بحار أخر، فيها جزائر كثيرة، حتى إنه يقال: إن فى بحر الهند ألف جزيرة وسبعمائة جزيرة فيها مدن وعمارات، سوى الجزائر العاطلة ويقال لها: البحر الأخضر، فشرقيه بحر الصين، وغربيه بحر اليمن، وشماله بحر الهند، وجنوبيه غير معلوم.

وذكروا أن بين بحر الهند وبحر الصين جبالا فاصلة بينهما، وفيها فجاج يسلك المراكب بينها، يسيرها لهم الذى خلقها كما جعل مثلها فى البر أيضا، قال الله تعالى: {وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجًا سبلا لعلكم تهتدون}، وقد ذكر بطليموس، أحد ملوك الهند، فى كتابه المسمى: المجسطى، الذى عرب فى زمان المأمون، وهو أصل هذه العلوم: أن البحار المتفجرة من المحيط الغربى والشرقى والجنوبى والشمالى كثيرة جدا، فمنها ما هو واحد، ولكن يسمى بحسب البلاد المتاخمة له، فمن ذلك بحر القلزم، والقلزم قرية على ساحله، قريب من أيلة، وبحر فارس وبحر الخزرة وبحر ورنك وبحر الروم وبحر بنطش وبحر الأزرق، مدينة على ساحله، وهو بحر القرم أيضا، ويتضايق حتى يصب فى بحر الروم عند جنوبى القسطنطينية، وهو خليج القسطنطينية، ولهذا تسرع المراكب فى سيرها من القرم إلى بحر الروم، وتبطئ إذا جاءت من الإسكندرية إلى القرم لاستقبالها جريان الماء، وهذا من العجائب فى بحر الدنيا، فإن كل ماء جار فهو حلو إلا هذا، وكل بحر راكد فهو ملح أجاج، إلا ما يذكر عن بحر الخزر، وهو بحر جرجان وبحر طبرستان، أن فيه قطعة كبيرة ماء حلوًا فراتا، على ما أخبر به المسافرون عنه.

قال أهل الهيئة: وهو بحر مستدير الشكل إلى الطول ما هو. وقيل: إنه مثلث كالقلع، وليس هو متصلا بشىء من البحر المحيط بل منفرد وحده، وطوله ثمانمائة ميل، وعرضه ستمائة، وقيل: أكثر من ذلك، والله أعلم.

ومن ذلك البحر الذى يخرج منه المد والجزر عند البصرة، وفى بلاد المغرب نظيره أيضًا، يتزايد الماء من أول الشهر، ولا يزال فى زيادة إلى تمام الليلة الرابعة عشر منه، وهو المد ثم يشرع فى النقص، وهو الجزر إلى آخر الشهر، وقد ذكروا تحديد هذه البحار ومبتداها ومنتهاها، وذكروا ما فى الأرض من البحيرات المجتمعة من الأنهار، وغيرها من السيول، وهى البطائح.

وذكروا ما فى الأرض من الأنهار المشهورة الكبار، وذكروا ابتداءها وانتهاءها، ولسنا بصدد بسط ذلك والتطويل فيه، وإنما نتكلم على ما يتعلق بالأنهار الوارد ذكرها فى الحديث وقد قال الله تعالى: {الله الذى خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}.

ففى الصحيحين من طريق قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر سدرة المنتهى، قال: (فإذا يخرج من أصلها نهران باطنان، ونهران ظاهران، فأما الباطنان ففى الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات). وفى لفظ فى البخارى وعنصرهما أى مادتهما أو شكلهما وعلى صفتهما ونعتهما وليس فى الدنيا مما فى الجنة إلا سماوية. وفى صحيح مسلم: من حديث عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيحان وجيحان والفرات والنيل، كل من أنهار الجنة).

وقال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير ويزيد، أنبأنا محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فجرت أربعة أنهار من الجنة: الفرات والنيل وسيحان وجيحان)، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وكأن المراد، والله أعلم، من هذا أن هذه الأنهار تشبه أنهار الجنة فى صفائها وعذوبتها وجريانها، ومن جنس تلك فى هذه الصفات ونحوها كما قال فى الحديث الآخر الذى رواه الترمذى وصححه من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم). أى تشبه ثمر الجنة، لا أنها مجتناة من الجنة، فإن الحس يشهد بخلاف ذلك، فتعين أن المراد غيره. وكذا قوله صلى الله عليه وسلم : (الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء)، وكذا قوله: (إذا اشتد الحمى فأبردوها بالماء، فإن شدة الحر من فيح جهنم). وهكذا هذه الأنهار أصل منبعها مشاهد من الأرض.

أما النيل: وهو النهر الذى ليس فى أنهار الدنيا له نظير فى خفته ولطافته وبعد مسراه فيما بين مبتداه إلى منتهاه، فمبتداه من الجبال القمر أى البيض، ومنهم من يقول: جبال القمر بالإضافة إلى الكواكب، وهى فى غربى الأرض وراء خط الإستواء إلى الجانب الجنوبى، ويقال: أنها حمر، ينبع من بينها عيون، ثم يجتمع من عشر مسيلات متباعدة، ثم يجتمع كل خمسة منها فى بحر، ثم يخرج منها أنهار ستة، ثم يجتمع كلها فى بحيرة أخرى، ثم يخرج منها نهر واحد هو النيل، فيمر على بلاد السودان، الحبشة، ثم على النوبة ومدينتها العظمى دمقلة، ثم على أسوان، ثم يفد على ديار مصر، وقد تحمل إليها من بلاد الحبشة زيادات أمطارها، واجترف من ترابها، وهى محتاجة إليهما معا، لأن مطرها قليل لا يكفى زروعها وأشجارها، وتربتها رمال لا تنبت شيئا، حتى يجىء النيل بزيادته وطينه فينبت فيه ما يحتاجون إليه، وهى من أحق الأراضى بدخولها فى قوله تعالى: {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون}.

ثم يجاوز النيل مصر قليلا، فيفترق شطرين عند قرية على شاطئه يقال لها: شطنوف، فيمر الغربى على رشيد ويصب فى البحر المالح، وأما الشرقى: فتفترق أيضا عند جوجر فرقتين تمر الغربية منهما على دمياط من غربيها، ويصب فى البحر، والشرقية منهما تمر على أشمون طناح، فيصب هناك فى بحيرة شرقى دمياط، يقال لها: بحيرة تنيس وبحيرة دمياط، وهذا بعد عظيم فيما بين مبتداه إلى منتهاه، ولهذا كان ألطف المياه.

قال ابن سينا: له خصوصيات دون مياه سائر الأرض، فمنها أنه أبعدها مسافة من مجراه إلى أقصاه، ومنها أنه يجرى على صخور ورمال، ليس فيه خز ولا طحلب ولا أوحال، ومنها أنه لا يخضر فيه حجر ولا حصاة، وما ذاك إلا لصحة مزاجه، وحلاوته، ولطافته، ومنها أن زيادته فى أيام نقصان سائر الأنهار، ونقصانه فى أيام زيادتها وكثرتها. وأما ما يذكره بعضهم: من أن أصل منبع النيل من مكان مرتفع اطلع عليه بعض الناس فرأى هناك هولا عظيمًا وجوارى حسانًا وأشياء غريبةً، وأن الذى اطلع على ذلك لا يمكنه الكلام بعد هذا، فهو من خرافات المؤرخين وهذيانات الأفاكين.

وقد قال عبد الله بن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، عمن حدثه، قال: لما فتح عمرو بن عاص مصر أتى أهلها إليه حين دخل شهر بؤنة من أشهر العجم القبطية، فقالوا: يا أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سنة لا يجرى إلا بها، فقال لهم: وما ذاك؟ قالوا: إذا كان لثنتى عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أبويها، وجعلنا عليها من الحلى والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها فى هذا النيل، فقال لهم عمرو: إن هذا لا يكون فى الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بؤنة والنيل لا يجرى لا قليلاً ولا كثيرًا. وفى رواية: فأقاموا بؤنة وأبيب ومسرى وهو لا يجرى حتى هموا بالجلاء، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر: إنك قد أصبت بالذى فعلت، وإنى قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابى هذا فألقها فى النيل، فلما قدم كتابه، أخذ عمرو البطاقة ففتحها، فإذا فيها: من عبد الله عمر أمير المؤمنين، إلى نيل مصر، أما بعد: فإن كنت تجرى من قبلك فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار هو الذى يجريك فنسأل الله أن يجريك، فألقى عمرو البطاقة فى النيل، فأصبح يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعًا فى ليلة واحدة، وقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم.

وأما الفرات: فأصلها من شمالى أرض الروم، فتمر إلى قرب ملطيه، ثم تمر على شميشاط، ثم على البيرة قبليها، ثم تشرق إلى بالس وقلعة جعبر، ثم الرقة، ثم إلى الرحبة شماليها، ثم إلى عانة، ثم إلى هيت، ثم إلى الكوفة، ثم تخرج إلى فضاء العراق ويصب فى بطائح كبار، أى بحيرات وترد إليها ويخرج منها أنهار كبار معروفة.

وأما سيحان، ويقال له سيحون أيضًا: فأوله من بلاد الروم، ويجرى من الشمال والغرب إلى الجنوب والشرق، وهو غربى مجرى جيحان، ودونه فى القدر، وهو ببلاد الأرض التى تعرف اليوم ببلاد سيس، وقد كانت فى أول الدولة الإسلامية فى أيدى المسلمين، فلما تغلب الفاطميون على الديار المصرية وملكوا الشام وأعمالها عجزوا عن صونها عن الأعداء، فتغلب نقفور الأرمنى على هذه البلاد، أعنى بلاد سيس، فى حدود الثلاثمائة وإلى يومنا هذا، والله المسئول عودها إلينا بحوله وقوته، ثم يجتمع سيحان وجيحان عند أذنة، فيصيران نهرًا واحدًا، ثم يصبان فى بحر الروم بين أياس وطرسوس.

وأما جيحان، ويقال له جيحون أيضًا: وتسميه العامة جاهان: وأصله فى بلاد الروم ويسير فى بلاد سيس من الشمال إلى الجنوب، وهو يقارب الفرات فى القدر ثم يجتمع هو وسيحان عند أذنة فيصيران نهرًا واحدًا ثم يصبان فى البحر عند إياس وطرسوس، والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:15 pm

باب ذكر خلق الملائكة وصفاتهم

قال الله تعالى:
{وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إنى إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين}، وقال تعالى: {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم}، وقال تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم}.

وقال تعالى: {فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون}، وقال: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}، وقال تعالى: {وما منا إلا له مقامٌ معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون}، وقال تعالى: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا}، وقال تعالى: {وإن عليكم لحافظين كرامًا كاتبين يعلمون ما تفعلون}، وقال تعالى: {وما يعلم جنود ربك إلا هو}، وقال تعالى: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}، وقال تعالى: {الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء إن الله على كل شىء قدير}.

وقال تعالى: {يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرا}، وقال تعالى: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا فى أنفسهم وعتوا عتوًا كبيرًا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرًا محجورا}، وقال تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}، والآيات فى ذكر الملائكة كثيرة جدًا يصفهم تعالى بالقوة فى العبادة، وفى الخلق، وحسن المنظر، وعظمة الأشكال، وقوة الشكل فى الصور المتعددة.

كما قال تعالى: {ولما جاءت رسلنا لوطًا سىء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات} ، فذكرنا فى التفسير ما ذكره غير واحد من العلماء من أن الملائكة تبدوَّا لهم فى صورة شباب حسان إمتحانًا واختبارًا حتى قامت على قوم لوط الحجة وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.

وكذلك كان جبريل يأتى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى صفات متعددة فتارة يأتى فى صورة دحية بن خليفة الكلبى، وتارة فى صورة أعرابى، وتارة فى صورته التى خلق عليها، له ستمائة جناح ما بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب، كما رآه على هذه الصفة مرتين مرة منهبطًا من السماء إلى الأرض، وتارة عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، وهو قوله تعالى: {علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى} أى جبريل، كما ذكرناه عن غير واحد من الصحابة، منهم ابن مسعود وأبو هريرة وأبو ذر وعائشة {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} أى إلى عبد الله محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال: {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى} وقد ذكرنا فى أحاديث الإسراء، فى سورة سبحان، أن سدرة المنتهى فى السماء السابعة، وفى رواية: فى السادسة، أى أصلها وفروعها فى السابعة، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها، قيل: غشيها نور الرب جل جلاله، وقيل: غشيها فراش من ذهب، وقيل: غشيها ألوان متعددة كثيرة غير منحصرة، وقيل: غشيها الملائكة، مثل الغربان، وقيل: غشيها من نور الله تعالى، فلا يستطيع أحد أن ينعتها، أى من حسنها وبهائها، ولا منافاة بين هذه الأقوال، إذ الجميع ممكن حصوله فى حال واحدة.

وذكرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثم رفعت لى سدرة المنتهى، فإذا نبقها كالقلال، وفى رواية: كقلال هجر، وإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا يخرج من أصلها نهران باطنان، ونهران ظاهران، فأما الباطنان ففى الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات). وتقدم الكلام على هذا، فى ذكر خلق الأرض وما فيها من البحار والأنهار، وفيه: ثم رفع لى البيت المعمور، وإذا هو يدخله فى كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم. وذكر أنه وجد إبراهيم الخليل عليه السلام مستندا ظهره إلى البيت المعمور. وذكرنا وجه المناسبة فى هذا: أن البيت المعمور هو فى السماء السابعة بمنزلة الكعبة فى الأرض.

وقد روى سفيان الثورى، وشعبة، وأبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، أن ابن الكوا سأل على بن أبى طالب عن البيت المعمور، فقال: هو مسجد فى السماء يقال له: الضراح، وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته فى السماء كحرمة البيت فى الأرض، يصلى فيه كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة، لا يعودون إليه أبدًا. وهكذا روى على بن ربيعة وأبو الطفيل عن على مثله.

وقال الطبرانى: أنبأنا الحسن بن علوية القطان، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة، حدثنا ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (البيت المعمور فى السماء، يقال له: الضراح، وهو على مثل البيت الحرام، بحياله، لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يرونه قط، فإن له فى السماء حرمة على قدر حرمة مكة)، يعنى فى الأرض. وهكذا قال العوفى: عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة والربيع بن أنس والسدى وغير واحد.

وقال قتادة ذكر لنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومًا لأصحابه: (هل تدرون ما البيت المعمور)؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: (مسجد فى السماء، بحيال الكعبة لو خر لخر عليها، يصلى فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا، آخر ما عليهم). وزعم الضحاك أنه: تعمره طائفة من الملائكة، يقال لهم: الجن، من قبيلة إبليس، لعنه الله، كان يقول: سدنته وخدامه منهم، والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:17 pm


باب خلق الجان وقصة الشيطان

قال الله تعالى: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار فبأى آلاء ربكما تكذبان}، وقال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم}، وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن وغير واحد: {من مارج من نار} قالوا: من طرف اللهب، وفى رواية: من خالصه وأحسنه. وقد ذكرنا آنفا من طريق الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما وصف لكم)، رواه مسلم.

قال كثير من علماء التفسير: خُلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وكان قبلهم فى الأرض الجن والبن، فسلط الله الجن عليهم، فقتلوهم وأجلوهم عنها، وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم. وذكر السدى فى تفسيره: عن أبى مالك، عن أبى صالح، عن ابن عباس وعن مرة، عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش، فجعل إبليس على ملك الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة، يقال لهم: الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خزان الجنة، وكان إبليس مع ملكه خازنًا فوقع فى صدره إنما أعطانى الله هذا لمزية لى على الملائكة. وذكر الضحاك عن ابن عباس: أن الجن لما أفسدوا فى الأرض وسفكوا الدماء، بعث الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة، فقتلوهم وأجلوهم عن الأرض إلى جزائر البحور.

وقال محمد بن إسحاق: عن خلاد، عن عطاء، عن طاوس، عن ابن عباس: كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية: عزازيل، وكان من سكان الأرض، ومن أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما، وكان من حى يقال لهم: الجن. وروى ابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير عنه: كان اسمه عزازيل وكان من أشرف الملائكة من أولى الأجنحة الأربعة. وقد أسند عن حجاج عن ابن جريج، قال ابن عباس: كان إبليس من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة، وكان خازنا على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض.

وقال صالح، مولى التوأمة: عن ابن عباس: كان يسوس ما بين السماء والأرض. رواه ابن جرير. وقال قتادة: عن سعيد بن المسيب: كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا. وقال الحسن البصرى: لم يكن من الملائكة طرفة عين، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل البشر. وقال شهر بن حوشب وغيره: كان إبليس من الجن الذين طردوهم الملائكة، فأسره بعضهم وذهب به إلى السماء. رواه ابن جرير.

قالوا: فلما أراد الله خلق آدم ليكون فى الأرض هو وذريته من بعده، وصور جثته منها، جعل إبليس، وهو رئيس الجان وأكثرهم عبادة إذ ذاك وكان اسمه عزازيل، يطيف به، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك، وقال: أما لئن سلطت عليك لأهلكنك، ولئن سلطت علىَّ لأعصينك، فلما أن نفخ الله فى آدم من روحه، كما سيأتى، وأمر الملائكة بالسجود له، دخل إبليس منه حسد عظيم، وامتنع من السجود له، وقال: أنا خير منه، خلقتنى من نار، وخلقته من طين، فخالف الأمر، واعترض على الرب عز وجل، وأخطأ فى قوله، وابتعد من رحمة ربه، وأنزل من مرتبته التى كان قد نالها بعبادته، وكان قد تشبه بالملائكة ولم يكن من جنسهم، لأنه مخلوق من نار، وهم من نور، فخانه طبعه فى أحوج ما كان إليه، ورجع إلى أصله النار {فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين}، وقال تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}.

فاهبط إبليس من الملأ الأعلى، وحرم عليه قدر أن يسكنه، فنزل إلى الأرض حقيرًا ذليلاً مذؤومًا مدحورًا متوعدًا بالنار هو ومن اتبعه من الجن والإنس، إلا أنه مع ذلك جاهد كل الجهد على اضلال بنى آدم بكل طريق وبكل مرصد، كما قال: {أرأيتك هذا الذى كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءً موفورًا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا}.

وسنذكر القصة مستفاضة عند ذكر خلق آدم عليه السلام.

والمقصود: أن الجان خلقوا من النار، وهم كبنى آدم يأكلون ويشربون ويتناسلون، ومنهم المؤمنون، ومنهم الكافرون، كما أخبر تعالى عنهم فى سورة الأحقاف فى قوله تعالى: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابًا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك فى ضلال مبين}.

<table height=8 cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><tr><td class=post-signature colSpan=3>
</TD></TR></TABLE>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:17 pm

قصة ادم عليه السلام

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Rainbow

نبذة :

أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.

سيرته:

خلق آدم عليه السلام:

أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !

هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .

أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

سجود الملائكة لآدم:

من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .

أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..

فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .

فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2008 2:18 pm

تعليم آدم الأسماء:

ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .
أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.

إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.

سكن آدم وحواء في الجنة:

كان آدم يحس الوحدة.. فخلق الله حواء من أحد منه، فسمّاها آدم حواء. وأسكنهما الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.

لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) .

تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة.

ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.

لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.

هبوط آدم وحواء إلى الأرض:

وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.

يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sad princess
الإدارة
sad princess


المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 21/10/2008
العمر : 35

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2008 7:27 am

chooooooookran majhoooood ra2e3 tochkari 3alih 7ayate
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jiji-star.yoo7.com
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2008 10:04 am

ur welcome Wink
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جيجي

جيجي


المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 13/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 16, 2008 10:03 am

يعطيك الف عافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sabah
مشرفة



المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ** قصص الانبياء عليهم السلا م **   ** قصص الانبياء عليهم السلا م  ** I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 16, 2008 10:07 am

teslami
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
** قصص الانبياء عليهم السلا م **
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جيهان ستار :: القسم الثقافي العام :: القسم الاسلامي العام-
انتقل الى: